لا أعرف من أين أبدأ، لكن قصتي مع طليقي كانت تجربة قاسية غيرت حياتي للأبد. كنت فتاة أحلم مثل كل الفتيات ببناء حياة مليئة بالحب والدفء، وكنت أظن أن زواجي سيكون بداية هذه الحياة. عندما تعرفت على طليقي، كان يبدو لي شخصًا مثاليًا. كان يعاملني بلطف ويُظهر لي اهتمامًا كبيرًا، وجعلني أشعر أنه الرجل الذي كنت أبحث عنه طيلة حياتي. لم أتردد عندما طلب يدي للزواج، كنت أراه أملي ومستقبلي.
بدأت حياتنا الزوجية بسعادة لم أكن أتخيل أنها ستنتهي يومًا ما. كنا نعيش أيامًا مليئة بالفرح والتفاهم، وكانت نظراته وكلماته تحمل حبًا كبيرًا. كنت أعتقد أننا نبني حياة أحلامنا معًا، لكن مع مرور الوقت بدأت الأمور تتغير. لاحظت تغيرات صغيرة في تصرفاته، لكنه كان دائمًا يبررها بأنه متعب أو مشغول بالعمل. كنت أصدقه وأحاول أن أكون متفهمة، لكن هذه التغيرات لم تكن مؤقتة.
بمرور الأشهر، أصبح الغضب سمة يومية في حياتنا. كان يغضب لأتفه الأسباب، ويعاملني ببرود لم أكن أتوقعه. الكلمات التي كانت تحمل الحب تحولت إلى انتقادات مؤلمة. كنت أشعر أنني فقدت الشريك الذي أحببته، وأصبحت أعيش مع شخص لا أعرفه. حاولت كثيرًا إصلاح الأمور، تحدثت معه، وبذلت جهدي لإعادته كما كان، لكنه لم يكن مهتمًا بالتغيير.
الوضع ازداد سوءًا مع الوقت. أصبح يتجاهلني، وكأن وجودي لا يعني شيئًا. كان يصرخ في وجهي أمام الآخرين، ويسيء معاملتي دون أي مبرر. كنت أشعر بالإهانة، لكنني كنت أتحمل بسبب خوفي من نظرة المجتمع. كنت أخشى الطلاق وأثره على حياتي. حاولت الاستمرار، لكنني شعرت أنني أفقد نفسي كل يوم.
بعد سنوات من الصبر، قررت أن أتخذ القرار الصعب. طلبت الطلاق، رغم أنني كنت أعرف أن الطريق بعده لن يكون سهلاً. لم يكن الطلاق نهاية لمعاناتي، بل بداية فصل جديد من التحديات. بدأ طليقي بمحاولة تشويه سمعتي بين الناس، ورفض الالتزام بأي من الاتفاقات التي توصلنا إليها. كان يحاول بشتى الطرق أن يجعلني أندم على قراري، لكنه لم ينجح. كنت أعلم أنني اخترت الطريق الصعب، لكنني كنت مقتنعة أنني فعلت الشيء الصحيح.
رغم كل الألم الذي مررت به، تعلمت دروسًا مهمة من هذه التجربة. أدركت أنني أستحق أن أعيش بكرامة وأن أكون سعيدة، حتى لو كلفني ذلك مواجهة صعوبات كبيرة. أصبحت أقوى وأكثر ثقة بنفسي، وبدأت أركز على بناء حياة جديدة بعيدًا عن الألم. اليوم، أنا أشعر أنني إنسانة مختلفة. لقد تعلمت أن الحياة لا تتوقف عند تجربة واحدة، وأن الألم يمكن أن يكون بداية جديدة مليئة بالأمل والفرص.
قصتي مع طليقي لم تكن سهلة، لكنها كانت تجربة علمتني الكثير. أنا أشاركها اليوم لأقول لكل من يمر بتجربة مشابهة: لا تفقد نفسك، ولا تخف من اتخاذ القرار الذي يحمي كرامتك وسعادتك. الحياة تستمر، وكل نهاية تحمل بداخلها بداية جديدة.